النحات باهر ابو بكر ( نبت ) دار الاوبرا المصرية

  • الأحد ١٩ / نوفمبر / ٢٠٢٣
  • عدد التعليقات : 0

بقلم : حنان سيد

قدم الفنان باهر ابو بكر تجربه فريده بعنوان  ( نبت ) انبثقت عن تلك التفاعل والروح الناتج منه الانبات والنمو والتوالد والتكاثر  مع الحياة بقاءا واستمرار في الحياة .

عندما رأيت العمل

 وجدت تشكيلات من الطيور متنوعه الأحجام والأشكال مختلفه الألوان بالإضافه الي مجموعه من الأطباق على شكل أنصاف دوائر ومسطحة ، وها هي الطيور تحلق وتسعي سعيا إلي الملاذ الذي يوحي للفنانة بتحقيق الأمان والإستقرار ،  علي الرغم من رحيل الطيور  وتحليقها و

وجدت الحياةوالتفاعل  وقانون الطبيعه حيث الانبات والنمو والتوالد والتكاثر  وطبيعه البشر  والتعاقب جيل بعد جيل و ينبت معه القيم المختلطة التى تنظمها  القيم الالهية وقوانين الانسانية وتستمر معهاالحياة فى تفاعلها كي نتعلم ونتامل ونتفحص ونقارن بيننا كبشر  وبين مخلوقات الله الأخرى  فننظر الى عنصر النبات  وانبثاقه فى الكثير من الظروف ينبت تارة  فى الارض الخصبه وتارة من صخرة ويشق الصخر لينبثق بفروعة وامتداد جذوره بقدرة الهية وعندما نتأمل  مخلوقات الله عزوجل  تبدا عملية التفاعل والمحاكاة بين تلك النبت وبين طبيعه البشر وسائر الكائنات وهنا تستوقفنا العبرة باستلهام القوة من الجذور واخذ المرونة من الساق وسريانه والخير من الثمار و الجمال من الزهور وهكذا تستمر الحياة فى تفاعلها وسريانها بدءا من طرح البذور لمجري الماء لنمو الساق وامتداد الوتد وانبثاق الورق واستمرار الحياة ودورة انبات جديدة ويتخللها التفاعل بين البذور والجذور  ..

وهنا وجدت تشكيلات متنوعه الأحجام والأشكال مختلفه الألوان بالإضافه الي دراسه واعيه وجيده من النحات باهر ابو بكر لقوانين الطبيعه  ورصدها بعين الفنان الواعي ومن ثم تناولها بالتشكيل لنحات مبدع  تناول المعادله الربانيه وقوانينها الطبيعه وترجمها في منحوتات وتشكيلات جماليه توحي للمتلقي من اول وهله أسرار القوة و استمرار دورة الحياة .

 

قدم باهر الفكرة واتقن  صياغتها وأعط صورة للمتلقي بالمعايشه الفعليه للعمل الفني بمجرد إلقاء النظر عليه ، والعمل لم يقتصر على عدد قليل من التشكيلات  ولكنه  يصور مشاهد مختلفة من صور الانبات وليس مشهداً واحداً ،  وهذا ما أوجده باهر  من التنوع والتعدد.والإختلاف من خلال عنصر النبات .

بالاضافه الي أن باهر ابو بكر قدم نموذج لمحاكاة الطبيعة بشكل تجريدى يجمع بين جماليات مخلوقات الطبيعة للنباتات  من رشاقه وليونه بين الخطوط والكتل لاضفاء تكوينات وتشكيلات جماليه مختلفه .

اعتمد باهرفي معرضه علي مفهوم التكاثر والتوالد من خلال قانون الانبات حيث نجد فى تشكيلاته الربط بين البذور والساق والجذور متحدا معا لتجسيد مفهوم الحياة والانبات لعالم ملئ بالطاقة والحيوية  والمرونه والنمو والتكاثر والقوة واللين  رغم النبتة، فضلا عن وجود عنصر اللون  وتناوله الألوان المبهجه مما ادي الي وجود حاله من السعاده لرؤيه بصريه منبثقه من بالته لونيه صريحه ومبهجه .وكأنه يشير لتنقل عين المتلقي بهدوء من الانسحاب عبر الكتله الضخمة وخط الساق وانبثاق الجذر وهكذا ......

فتح باهر الباب أمام المناخ المتميز من الحرية والإنطلاق .من خلال قانون الانبات في الطبيعه .

وقد  قدم عملا وتشكيلا  لكسر الحواجز  والقيود أمام الانسان والحياه ، بتناول للخامة الوسيطة وتكنولوجيا الألوان وأساليب المعالجة لاسطح الكتله . وقد صاغ الفنان  الفكرة  حول الخامه  والهواء و النبات والفراغ من خلال المرونة و القوة والانبثاق فى وقت واحد عبر أسلوب خاص فى التناول .

ومن هنا فقد قدم باهر ابو بكر تشكيلاته برؤيه معاصرة بعيداً عن معطيات المجال  ، صوب فاعلية جمالية تعبيرية ، حيث شكل النبات نفسه بصورة منفردة أو مجاميع كحركة الإنسان  ساكناً أو متحركاً  مما حول التشكيل النحتي  إلى عمل فني خارج دائرة الوظيفة الإستخدامية للمجال وانطلق  بعقلية المتلقي بشكل واسع إلى الدائرة الجمالية ذات المسحه التعبيرية .

نبت  عنوان لرسائل ذهنية وبصرية لتحقيق أثر فني يوحي باتخاذ

العناصر وتنظيمها داخل التكوين والعلاقات التبادلية مع تنظيم الدلالات التعبيريه والحسيه بحيث يسهم كل عنصر من العناصر مع الآخر فى

الشكل  واللون والماده والمضمون والتشكيل إلي جانب التقنية لإضفاء الخاصية الجمالية ، بما ينمي عناصر الجذب والتشويق لدي المتلقي لبزوغ الشكل النحتي بايحاءات ورموز .

اترك تعليقك على الخبر