الفن والتطرف | بقلم الكاتب : محمد دنيا
- الأحد ٠٤ / ديسمبر / ٢٠٢٢
- عدد التعليقات : 2

الفن هو عملية حوارية إنسانية صادقة ربما تكون العملية الحوارية هذه إما عبر حوار قصصي أو حوار حركى أو حوار صوتي أو حوار عن طريق الرسم أو النحت أو آى محكاة اخرى يتحرها الصدق والتماس مع وجدان البشر ...
أما التطرف فهو التخندق داخل افكار ضيقة لاتتسع إناء صغير ولا تتحمل من يعتنقها افكار غليظة ضيقة للغاية مكتظة بالسواد ومليئة بالعتمة ليس بها حوار نهائي أفكار مصابة بالخرس والغلو والآمر والتسلط ...
وبعد كل هذا هل يستقيم الفن مع التطرف ؟ بالطبع لا
فكيف للفن أداة المخاطبة والسمو ان يتماشى مع التطرف الآصم الآبكم ...
إن المتطرفين يعلمون جيدا أن الفن هو عدوهم لآنه حكاء ويستطيع التعبير وهم لا يحبون هذا لآن هذا يشعرهم بالعجز وقلة الحيلة فمن هنا نعلن أن الفن هو عدوهم والمتطرف يحارب الفن وكآنه فى حرب مصيرية حياة أو موت ..
ولكن فى النهاية سينتصر الفن لآن الفن يستطيع التعبير ام هذا المتطرف الاخرس ضيق الأفق سيظل يضغط بيده على رقبته يبحث عن الكلام ليعبر به عن نفسه إلى ان يموت وتآخذه الريح
اما الفن فسيعيش يعانق السماء بآجنحته لان الفن هو الحرية والحرية تتطاير هنا وهناك تتطاير عانقة محتضنة الحياة ..
المعركه بين الفن والتطرف هى معركة أزلية بدآت منذ القدم ولكن الفن ظل يقاوم إلى أن أعترفت به الحكومات قبل الشعوب على أنه وسيلة عظمى للتعبير عما بداخل الشعوب بديل من السكوت الذى يليه الإنفجار الفن ليس مادة للرفاهيه وإن بدى كذلك ولكنه وسلية للتعبير والسمو ،
والتفريط فى الفن وجعله إما مادة باهتة أو السماح للمتطرفين أن ينالوا منه هذا يعد خيانة خيانة للضمير الإنساني وعبث بالتطور البشري .. الفن وكأنك تآخذ الفرد إلى ارض خضراء ليس بها اسوار وسماء صافية تسر الناظرين وتمطر بالسعادة كلما احتاج الآمر لهذا ،فهذه الحالة وهذا التشبية هو الفن، اما التطرف فهو كالسجن ذات الجدران السوداء والسجان الآصم الآبكم فكلما ناديت على السجان لن يسمعك وكلما حطمت سورا لتخرج من هذا السجن وجدت سجن اخر ....
فآيمها افضل السماء الصافية والآرض الفسيحة الخضراء ام السجن والسجان الآبكم الآصم ..