الطريق إلى مؤتمر تَغَيُر المناخ ( مدينة شرم الشيخ ) بقلم المفكر العربي الدكتور نادر عكو

  • الخميس ٢٣ / يونيو / ٢٠٢٢
  • عدد التعليقات : 0

مؤتمر الأمم المتحدة السنوي حول تغيّر المناخ يعقد دورته السابعة والعشرين بتاريخ 18- 7 نوفمبر 2022 في الجهود العالمية لحماية كوكب الارض الذي يضمنا بين جنباته ، وإتاحة الفرص الهامه للمشاركين للنظر في آثار تغير المناخ في القارة الإفريقية السمراء . إنعقاد المؤتمر يأتي في سياق إستجابة الحكومة المصرية الحكيمة للتحذير الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،حول حالة المناخ المذرية في القارة الإفريقية لعام 2020، والذي تضمن حالة ضعف القارة الإفريقية بشكل غير متكافئ، وتوقع التقرير أنه بحلول عام 2030، سيتعرض 118 مليون أفريقي إلى أثار غير محمودة العواقب تزيد من أثار فقرهم الناتج من تأثير حالات الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة التي تضرب أطناب القارة , وهو ما سيؤثر بدوره على السعي الحثيث نحو تخفيف حدة حالة الفقر في أفريقيا ،مُزيداً بذلك أعداد البشر الذين يعانون فقرا متجذراً وواسع الانتشار. وقدر التقرير أن تكاليف الاستثمار السنوي في التَكَيُف مع المناخ - جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا - تقدر ب( 30 إلى 50 مليار دولار) على مدى العقد المقبل، أو ما يقرب من 2 إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يكفي لتحفيز فرص العمل والتنمية الاقتصادية مع إعطاء الأولوية للانتعاش المستدام والأخضر. ويهذه المناسبة يسر مجموعة المفكر نادر عكو للعمل التطوعي غير مدفوع الأجر أن تشارك هذا المجهود الرائع الذي تقوم به جمهورية مصر العربية في سعيها الدائم لمعالجة التحديات الوطنية المصرية المتزامنه مع المشاركة الفعالة في معالجة التحديات العالمية , من خلال التوعية وتسليط الضوء على أهمية المشاركة الفعالة في هذا المؤتمر وخاصة فئات الشباب العربي أمل المستقبل وأداة تنفيذه , أي باختصار فإن كتابنا هذا هو في جوهره رسالة إلى الشباب العربي الذي يسعى جاهداً لتحمل مسؤولية إدارة وتشغيل مسار الحياة الوطنية , وسوف نعالج موضوعنا الرئيسي ( الطريق إلى مرتمر تغيير المناخ – شرم الشيخ ) وفق المحارو التالية : المحور الأول : التعريف بمفهوم تغيير المناخ وآثاره الناتجه وكيفية التكيف مع هذه الأثار ؟ . أولاً : التعريف بمصطلح تغيير المناح climate change ؟ تَغيُّر المناخ Climate Changeيشير إلى التحولات طويلة الأجل في المناخ التي تحدث على مدى عقود أو قرون أو أكثر( في درجات الحرارة وأنماط الطقس), وقد تكون هذه التحولات طبيعية , حيث تتم وفق النظام الكوني الحاكم ، فعلى سبيل المثال فقد تكون نتيجة التغيرات في الدورة الشمسية أو من خلال الأنشطة البشرية التي تتعاظم منذ القرن التاسع عشر حيث أصبحت هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ نتيجة تعاظم حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز بدون إنضباط وبغض النظر عن الإشتراطات الواجبة لصيانة وحماية البيئة الطبيعية. وخلاصة القول فإن تغير المناخ هو الزيادة طويلة الأجل في متوسط درجة حرارة سطح الأرض والتغيرات واسعة النطاق في أنماط الطقس العالمية والإقليمية والمحلية التي تنتج عن تلك الزيادة ، والناجمة عن الزيادة الكبيرة في مستويات غازات الدفيئة Greenhouse Gases الناتجه من إستخدام الوقود الأحفوري Fossil Fuels. ويمكن أن نقول في هذا السياق , فقد شهدت الأحوال الجوية القاسية ارتفاعًا في جميع أنحاء العالم منذ عقود , والمتتبع لأحوال الجو العالمي يرى ويشهد فصول الصيف الأكثر حرارة ، والشتاء الأكثر برودة ، وتقلبات درجات الحرارة على نطاق أوسع ، وارتفاع مستويات سطح البحر ، وانخفاض مستويات الجليد البحري ، وتقلص الأنهار الجليدية ، وزيادة نشاط العواصف ، والمزيد. مع ازدياد حدة الطقس ، تزداد حدة الجدل المستقطب حول تغير المناخ وهنا تبرز الأسئلة التالية : إذن ، ما هو تغير المناخ؟وهل المناخ يتغير فعلا؟ ما الذي يسبب تغير المناخ؟ هل يجب أن نشعر بالقلق حقًا بشأن تأثيرات تغير المناخ؟ هل يوجد تعريف لتغير المناخ يتفق عليه الجميع؟ فكما نؤمن بأن الإنسان له دورٌ كبير في التسبب في تغير المناخ ، لكن بنفس الوقت يمكنه أيضًا لعب دور في إصلاحه. وفق ما ذكر أعلاه ، فإن مشاركتنا هذه تأتي في سياق مكافحة تغير المناخ وصولاً لخلق مستقبل للطاقة النظيفة clean energy future . تغير المناخ هو ظاهرة, حدثت وتحدث عبر مدى عقود وحتى قرون وقد أثارت الكثير من الجدل حولها بين البحثين ، فكثيرون من الباحثين قدموا رؤى وتعريفات مختلفة لها: - البعض يعتقد أن تغيير المناخ حدث طبيعي تمامًا ، وقد حدث في الماضي البعيد . - البعض الأخر يعتقد أنه من صنع الإنسان تمامًا. - مجموعة أخرى من الباحثين ليست بالقليلة تعتقد أن تغير المناخ هو مزيج من التأثير الطبيعي والبشري . - البعض من الباحثين يرفضون تمامًا وجود تغير المناخ. لكن في نهاية المطاف فإن المجتمع العلمي بأغلبية ساحقة إتفق على أن تغير المناخ حقيقي وأننا بحاجة إلى معالجته بطريقة استباقية. وبإختصار يمكن أن نعرف مصطلح تغير المناخ وهو الأكثر شيوعاً : تغير المناخ هو الاختلاف الكبير في أنماط الطقس على مدى فترات طويلة. فيما يلي بعض إحصاءات تغير المناخ الرئيسية التي جمعتها وكالة ناسا: • على مدى القرنين الماضيين ، فقد ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية لسطح الأرض بمقدار 2.12 درجة فهرنهايت (1.18 درجة مئوية). • بين عامي 1993 و 2019 ، كانت هناك خسارة سنوية قدرها 279 مليار طن من الجليد في جرينلاند و 148 مليار طن من الجليد في القارة القطبية الجنوبية ، حيث تنكسر الصفائح الجليدية وتذوب في النهاية. • كان هناك ارتفاع 0.6 درجة فهرنهايت (0.33 درجة مئوية) في درجة حرارة أعلى 100 متر من المحيط منذ عام 1969. هذه بعض الأمثلة العديدة لتغير المناخ ، والتي لا تشمل تأثيره على الحياة النباتية والحيوانية والحشرية, فعلم تغير المناخ يعكس في الغالب التحولات العالمية ، وبالتالي يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا لتتبع التغييرات في المواقع الجغرافية الأصغر ، بما في ذلك العواصف والجفاف والفيضانات وغير ذلك.

اترك تعليقك على الخبر