مصر حاضرة كل عصر

  • الأحد ٠٧ / يناير / ٢٠١٨
مصر حاضرة كل عصر

مصر حاضرة كل عصر

بقلم الشيخ : حسن سعيد جماح

عندما يميل الإنسان بطبعه للاكتشاف والاستطلاع في جميع شؤون حياته ويرى أن كل مايمر به صغيرا أو كبيرا يستحق التفتيش في ثناياه عن عبرة أو فائده أو حكمة تنفعه في مسيرة حياته فإنه بلاشك قد جنى أمورا تستحق أن تكتبها انامله في مذكراته الخاصه لتكون مرجعه في هذه الحياه

 

واليوم أسطر في مذكرتي الصغيره عن مكان زرته بهدف إنجاز مهمة خاصه لعمل تجاري خاص ولم اتوقع ان مارايته وعايشته واستمعت له سيكون له بالغ الأثر في نفسي وحياتي

ولم أجدني إلا وأنا امسك قلمي واسطر وقفات استوقفتني فيهامواقف واشخاص  ومحطات حياتيه انتظرت فيها بعضا من الوقت اكسبني تجربة وفائدة وموقف

 

في هذا العام قمت بزيارة عمل لأرض عظيمه ودولة لها ثقلها السياسي ووضعها الاجتماعي الذي خضع لمتغيرات سياسيه ودولية كبرى لم تستطع أن تغير في طباع أهلها  ولا في نمط حياتهم اليومي

 

كانت الزيارة الأولى لي عشت فيها شعور المذهول من روعتها والمتعاطف لبعض محطاتها الاجتماعيه والإنسانية

 

رأيت في مكان منها التقدم والمجتمع الراقي

 

وفي الجانب الآخر الحياة البسيطه والتجانس المنقطع النظير مع ظروف المعيشة الصعبه التي ألقت بظلال عوزها وعجزها  على وجوه ماان تنظر إليها للوهلة الأولى إلا وتعلم يقينا أن هناك قصة موجعة لزمن عابر وظروف قاسيه

 

ولكن مع هذا وذاك ظل وهج الكرم وحسن الضيافة هو سمة ذلك المجتمع الذي لم ولن تغيره تقلبات الأوضاع داخل تلك البلاد

 

ولعل مااستشهد به في وصف أرض الكنانه هو قول   الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين

 

لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل

فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب

وهم أهل قوة وصبر و جلدة و حمل

... ...

و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم

فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه

وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه

فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم

فانتصر بهم فهم خير أجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثاً

 

1- نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها

 

2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم

 

3- دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك

 

وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله)

 

وعلى الرغم من تكذيب البعض لهذه المقوله إلا أنني أرى في هذه المقوله ماهو أقرب في الوصف إلى مااريد تسطيره لتلك الديار وأهلها 

ومع هذا وذاك ستظل مصر رغم ماتعيشه الآن من ظروف واقدار ستظل وصية رسولنا الكريم حين قال

في  الحديث الصحيح الذي ورد في صحيح مسلم عن أبي ذر رفعه: (إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً) ]

 

وهكذا يامصر العروبه لن تكون مقالتي هذه سوى بوابة عودة لأرضك الجميله التى ستجعلني في كل مرة ازورك فيها مستقبلا أن شاء الله اكتشف الكثير واستفيد العظيم من قصص

شوارعك   وطيبة اهلك وكرم أرضك وقمة جلدك وصبرك

لله درك ياارض الكنانة مااعظمك وما احلمك

فاانت بحق مصر حاضرة كل عصر