أصحى يا ماسبيرو .... وحد الدايم ....الدايم هو الله
- الخميس ١٥ / ديسمبر / ٢٠١٦

بقلم المفكر السوري : د. نادر عكو
أصحى يا ماسبيرو .... وحد الدايم ....الدايم هو الله
الرئيس السيسي يعمل ضمن طاقته وتخصصه ... لكن من المستحيل أن يقوم بنفسه بالتنمية الشامله ..فهذا أمر غير طبيعي ....الأمة هي القادره ولكي تقوم الأمة بواجبها فلا بد أن تنطلق من ما سبيرو ... نعم الانطلاقة من ما سبيرو وليس من مكان آخر .... ما سبيرو وتحوله من وسيلة أعلامية خبرية الى مدرسة تربوية أعلامية جامعه ... ما سبيرو يمتك كل شيء للنجاح ...البنية التحتية جاهزه .. الموارد البشرية جاهزة ... الدعم المجتمعي جاهز ....لابد أن يمتلك ما سبيرو الاراده ... والارادة لا تعطى بل تؤخذ بطريقة ذاتية .... الهدف بناء أمة تحافظ على أصالتها وديموتها على الجغرافيا والتاريخ ... هذا هو دور ما سبيرو الحقيقي ...دور وطني ورقابي وتوعوي وثقافي .... الإعلام الصادق وتنشئة الأجيال العربية : لابد أن نسلم بأن وسائل الإعلام بأنواعها المتنوعة أضحت جزءا من حياة أفراد المجتمع مثل الماء والهواء وبالتالي فهي ذات تأثير قوي في صناعة شخصية الطفل منذ ولادته (الموجه الأول لفكر الطفل ومعتقداته ). السؤال المهم .. هل يمكن أن أنتصر في صراع مع وسائل أعلامية قادرة ومقتدره في تربيتي لاطفالي ( الأسرة العربية ) وفق أصالتي ووطنيتي وأمكانياتي المتواضعه وبين التربية التي تنافض هذا التوجه السامي والتي تبثه وسائل الاعلام الاستباقي الغربي المضلل والمتآمر أو أعلام مرتبط يعمل تحت كابوس الاعلام الاستباقي ؟ للاجابة على هذا السؤال فلا بد أن نسلم بأن الصراع كبير ومرير يجد فيه الطفل العربي نفسه في بحار من التشتت والضياع بين ما يتعلمه من الأم والأب وحتى المدرسة الوطنية وما يتلقاه من وسائل الاعلام المترافق مع الصورة والصوت والموسيقى المؤثره ... الانتصار في بداية الأمر الى القوة المتمثله في وسائل الاعلام المشبوهة والمرتبطة بأمبراطورية الاعلام الأمريكية- الصهيونية لأن الطفل يستهلك خمس ساعات من وقته في مشاهدة التلفزيون المؤدلج وبالتالي يتشكل ما نسبته 40% من شخصيته وتزرع في نفسه المفاهيم التربوية والأخلاقية والسلوكية والمعتقدات المخططة لها من الاعلام الاستباقي الغربي خلال هذه المشاهده المتكرره يومياُ ( التعليم في الصغر كانقش في الحجر ) , أي أن هذه النسبة الكبيرة ذات تأثير أقوى وأكبر على تأثيرات متفرقه من المنزل والمدرسة والجيران والمجتمع ( ذات النسب الضئيلهل كل منها). ويمكن أن نقول بأعلى الصوت أن وسائل الإعلام هي التي القوة القادره على تربية أطفالنا ولا بد أن تكون وسائل الاعلام صادقة ووطنية ولا بد أن يكون من يعملون بها أعلاميون صادقون وحرفيون ؟ وفق ذلك فالاعلام هو مهمة الرسل ... وأمر من الرسول الى أمته( بلغوا عني ولو آيه) ... التبليغ أمانة ومسؤولية.... المؤسسة الإعلامية لابد أن تكون مؤسسة تربوية ... أي المؤسسة الاعلامية هي مدرسة متطورة ذات أمكانيات أكبر وأوسع تغطية من المدرسة التي تغطي فقط طلاباً ذات أعداد محدودة ... فلابد أذن من التحول الى مفهوم جديد وفق الحداثة وما بعد الحداثة فيه يتحول ماسبيرو الى مدرسة مجتمعية يتزاوج فيها ( التربية والاعلام ). وبالتالي يمكن لماسبيرو أن يكون قادراً على تشكيل بنية المجتمع المصري والعربي المتوازن ورسم ملامحه السامية وفق الأصالة والحداثه .. فحسن أختيار طبيعة المادة الاعلامية والاعلانية والمقدمة بجودة عالية وفق فترات زمنية مناسبة لعودة غالبية المتلقين الى مساكنهم سوف يؤدي الى بناء مجتمع عالي المستوى من التعليم والثقافة , ولنضع في منظورنا ما أحدثه برنامج كلمتين وبس الذي كان يقدمه الفنان العظيم فؤاد المهندس أبن المفكر العظيم , ألذ ي احدث نقلة نوعية في عملية التوجيه المجتمعي .