رسائل لمن يهمه الأمر
- الثلاثاء ١٥ / نوفمبر / ٢٠١٦

بقلم : مها الوكيل
رسائل لمن يهمه الأمر
نعم.. يبدو أننا نعيش مرحلة تغيير كبري, عبر فيها فوز ترامب عن تأزم النظام السياسي والاقتصادي العالمي, وعن بدء مرحلة تغييرات عالمية جديدة ستمتد لوقت ليس بقليل,, الديمقراطية لا تعرف الحب والكراهية, ولا نعترف إلا بإرادة الشعوب في التغيير, والانتقال السلمي للسطلة,
قل ما شئت عن الحملة الإعلامية الشرسة التي خاضتها هيلاري كلينتون, والتي حظيت بتأييد كبري الصحف والمجلات ففي النهاية الصوت الأعلي للناخب الأمريكي هو الذي أعلن فوز دونالد ترامب المرشح الجمهوري المثير للجدل.. ما بين صدمة البعض وحزن الآخر!! جاء فوز ترامب كي تظهر حقائق كثيرة تتعلق بأزمات النظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي, الذي تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها منبعا رئيسيا له وهو انتصار عكس أيضا المعضلة التي تكتنف الديمقراطيات الغربية, حيث تراجع الطلب علي الديمقراطية, وصعود اليمين المحافظ في أوروبا بشكل واسع فهل أخطأ العالم الأمريكي فوكوياما حين أكد في كتابة المعروف نهاية التاريخ انتصار أفكار اقتصاد السوق الحرة والديمقراطية الليبرالية بشكل نهائي!!!..
لكن الأهم من ذلك أن الناخب الأمريكي رأي في ترامب تركيزا علي عملية الاصلاح الداخلي بعد تبعات حربين في العراق وأفغانستان, وهو ما ترجمه ترامب في انتشار الفساد بنسبة عالية, وغياب القانون والنظام, مشيرات إلي أن نسبة الجريمة في50 مدينة أمريكية كبيرة ارتفعت إلي70 في المائة.. وهكذا تحديدا عصب الحياة الأمريكية.
فوبيا ترامب من المهاجرين الذين يأتون من المناطق التي يوجد بها الإرهاب كانت أول ما شد انتباه الجميع اليه ـ خلال حملته الانتخابية ـ ولاقت ترحيبا لدي الأمريكيين القلقين مما يحدث حولهم في العالم,, وأيضا تعهد ترامب بالقضاء علي داعش.. لكن ما حسم أصوات الناخبين لصالح ترامب هو التركيز علي الجانب الاقتصادي, وإعلانه عن خطط لإعفاءات ضريبية جديدة ووقف العمل بقواعد تنظيمية, الأمر الذي لاقي ترحيبا بين طبقة العمال. وجاء ترامب لتتراجع جماعة الإخوان المحظورة إلي المربع رقم صفر, بعدما استمر رهانها علي دعم هيلاري كلينتون المباشر لها, وأصبح الضغط الأمريكي لإجراء مصالحة مع الإخوان مجرد خيال.. وتكسرت أوهام فعاليات11/11 علي صخرة الانتخابات الأمريكية. نحن جزء من الكرة الأرضية التي أصبح محورها البيت الأبيض وعملتها الدولار, وأحكامها وقوانينها تصاغ داخل مؤسسات دولية تسيطر عليها أمريكا.. تمرد كما شئت.. ارفض المعونة الأمريكية.. نوع مصادر السلاح.. لكنك بكل أسف ستظل جزءا من منظومة سياسية لم تشارك في صنعها مهما كانت درجة رضائك عنها!!.
الرسالة الثانية
مبارك أشعر بالخجل, خجل يخص معظم المصريين لما يحدث للرئيس الأسبق حسني مبارك واستمرار حبسه وكثيرا ما أتساءل: إذا كانت الدولة تتعامل علي هذا النحو مع شخصية بقيمة وقامة مبارك وتاريخه العسكري والسياسي فماذا يمكن أن يجري مع المواطن العادي؟..
فالناس منزعجة ليس من أجل مبارك فقط بل منزعجة علي نفسها قبل ذلك ولم يعد أحد يفهم لماذا نتعامل مع الرئيس الأسبق بهذه القسوة؟ فهذا الأمر ليس من شيم المصريين أرجو الانتباه لذلك ومن يكون أكثر وفاء لمبارك المواطن أم الجيش الذي خدم فيه طوال عمره؟
بعد قرار محكمة النقض الأخير تأجيل محاكمة مبارك للمرة الرابعة إلي مارس المقبل, بسبب عدم حل مشكلة مكان عقد المحاكمة, المستمرة منذ يونيو2015 حين قررت النقض محاكمة مبارك بنفسها عن تهمة قتل المتظاهرين, كنا نأمل في الرئيس السيسي أن ينتهز هذه الفرصة فيصدر عفوا شاملا عن مبارك بقانون يعرضه علي مجلس النواب لموافقة الأغلبية عليه كما نص الدستور.
هذه القضية حصل فيها مبارك علي البراءة في مرحلة التقاضي الأخيرة قبل النقض, كما أن محكمة النقض نفسها قد برأت العادلي ومساعديه من ذات التهمة, وهم أدوات مبارك في اقترافها لو كان مدانا, فماداموا هم أبرياء, فكذلك مبارك, لا يفصل بينه وبين إعلان براءته إلا أن تعقد المحكمة.
3ـ هذه الكلمة ليست دفاعا عن مبارك, قدر ما هي دفاع عن مصر, وصورتها أمام العالم لا يوجد سبب واحد وجيه لاستمرار حبس الرئيس الأسبق مبارك, سبب يمكن أن نقنع به أنفسنا, ويقتنع به العالم.
وأنا أضم صوتي للأصوات الحرة التي تطالب بالإفراج الفوري عن الرئيس الأسبق.