ياحكومة ... ياهو ....القضاء على العرض أم المرض

  • الأحد ٠٩ / أكتوبر / ٢٠١٦
ياحكومة ... ياهو ....القضاء على العرض أم المرض

بقلم د. وجيه حجاج

 عبر صندوق النقد الدولي في بيان له، أن البرنامج التمويلي لمصر يهدف إلى تحسين أسواق الصرف الأجنبي وتقليص عجز الموازنة وخفض الدين الحكومي، والحلول التي طرحها الصندوق لإصلاح الاقتصاد المصري هي:- 1- تعويم الجنيه المصري. 2- إجراء مزيد من خفض الدعم مع العمل على إلغاء دعم الطاقة بشكل تدريجي. 3- خفض عجز الموازنة بشكل تدريجي حتى تصل إلى المعدلات الآمنة، وهو ما سيتطلب إلى خفض الإنفاق العام وتقليص حصة العدالة الاجتماعية في الموازنة العامة للدولة وخفض إجمالي ما ينفق على الدعم. 4- وحذر من اعتماد الحكومة على قروض محلية في تمويل المشروعات الكبرى، خاصة في ظل الارتفاع الكبير للدين العام. 5- تعزيز الإيرادات العامة للدولة، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، بفرض مزيد من الضرائب، وهو ما بدأ بالفعل بتطبيق قانون ضريبة القيمة المضافة. 6- ومن المتوقع أن يطلب الصندوق طرح حصص من الشركات العامة والأصول الحكومية للبيع للمستثمرين الأجانب. ويجب أن نتوقف كثيرا إلى حلول الصندوق، فقد حذر من القروض المحلية مع أن الاتفاق مع الصندوق هدفه الحصول على قرض ب12 مليار دولار، فالصندوق يهدف إلى الاعتماد على القروض الخارجية بشكل تام حتى يمكن السيطرة على مصر بشروط هذه القروض. لم يبدأ الصندوق بالحل رقم 5 وهو زيادة الناتج المحلي فهو جوهر المشكلة، فالمعروف أن انخفاض الإنتاج القومي هو المتسبب في انخفاض قيمة الجنية المصري وعجز الموازنة العامة وكل المشاكل الاقتصادية، بل بدأ بالتعويم وإلغاء الدعم وانتهى ببيع أصول الدولة. إن قرض الصندوق يعالج عرض وليس مرض، فالمرض هو ضعف الناتج المحلي في مواجهة الاستهلاك أما العرض فهو انخفاض قيمة الجنيه. فكان من الأولى أن تتجه الدولة بأموال القرض إلى إنشاء صناعات تغطي جزء من الاستيراد وبالتالي سنوفر الدولار اللازمة لاستيراد هذه السلع وبالتالي معالجة العرض. ولكن لماذا يتجه الصندوق إلى العرض وليس المرض، الأمر واضح وظاهر هو النيل من استقرار مصر برفع الأسعار وسيطرة الأجانب عليها وفي النهاية ربنا يستر. فلم توافق الحكومات السابقة أيام مبارك على التطبيق الكامل لشروط الصندوق وأهمها التعويم وإلغاء الدعم. فمرض مصر المزمن والحاد هو انخفاض الإنتاج والاعتماد على الاستيراد ومعالجته تكون بإنشاء المصانع وزيادة الناتج المحلي. فالصندوق يهدف من هذه الإجراءات إلى تحسين المناخ الاقتصادي اللازم للاستثمار الأجنبي، فالإنتاج أصبح مهمة المستثمرين الأجانب والمصرين مهمتهم العمل في هذه المصانع. ياحكومة مصر البهية الأموال في هذه المرحلة للإنتاج والمصانع ولا صوت يعلوا فوق ضجيج المصانع.