فكرة مستحدثة لدعم المشروعات الصغيرة بقلم : أحمد علي عبدالله
- الثلاثاء ٣٠ / أغسطس / ٢٠١٦

حتى الآن وبالوقائع التاريخية الاقتصادية العالمية إجمالًا والمحلية في كل الدول على اتساع المعمورة أنه لم يظهر للآن نظام يحقق استقرارا اقتصاديا للدول ويحميها من الهزات سواء كان نظاما اشتراكيا أو رأسماليا بدرجاتهم المتفاوتة أو حتى بالنظام المختلط التي انتهجته كثير من الدول على سبيل البعد عن المغالاة أو التحيز لأى من النظامين، ولكن كلا النظامين هو طريق يؤدى في النهاية حتمًا لاستحواذ مجموعة قليلة من الأفراد بثروات المجتمع، وبالتالى السيطرة على مقدرات باقى الأفراد وبالتالى الدول والحكومات.
وهذه الحالة لابد وأن تدفع العالم إلى حافة هاوية اقتصادية نتيجتها المنظورة حروب وصراعات ما بين ساخنة وباردة، يكون من نتيجتها التضحية بعشرات المئات والملايين سواء بالموت المباشر نتيجة للصراعات المسلحة أو افتقادهم أقل أسباب الحياة (غذاء- دواء- مأوى- نظام).
لذا فمن الحلول التي يعترف بها الخبراء والحكومات هو تدعيم وتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، ولكن هل ندعِّم لنعالج الداء أم لمجرد تخدير وتسكين المشكلة لتبدأ من جديد دورة من الركود والكساد؟ عادة الكيانات الاقتصادية الكبيرة تملك مقومات أساسية تدعم قدرتها على الاستمرار والنمو بابتلاع كل الكيانات الأصغر منها في ظل المنافسة الشرسة لتتحول في النهاية للاحتكار والسيطرة كما أسلفنا بالمقدمة، هذه المقومات بترتيب الأهمية:
1- الإدارة المتمكنة
2- المعلومات الكافية بالوقت المناسب
3- وسائل الإنتاج.
عادة ما تكون تكلفة هذه المقومات مرتفعة ولكنها تكون شبه ثابتة لذا تكلفتها الحدية متناهية الصغر بالمقارنة مع ضخامة قيمة الأرباح الإجمالية للمشروعات الكبيرة، أما المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر فهى لا تستطيع تحمل عبء تكلفة يفوق أحيانًا إجمالى قيمة أعمالها أو أكثر، لذلك فإنها تتعرض لهزات تؤثر على وجودها.
من هنا نستطيع أن نطرح مبادرتنا بإنشاء كيان تمويلى يهدف للربح (تمويل مالى إدارى معلوماتى) كشركة مساهمة إحدى أهم المهام التي تضطلع بها لدعم المجتمع هي التفريخ الإدارى في جميع المجالات الاقتصادية لإقامة صرح اقتصادى متكامل الفرد فيه ينتج على الأقل أسباب ووسائل معيشته ويحصل على فرصته الكاملة لاستغلال كل إمكاناته الكامنة سواء داخله أو بمحيطه، وسيتم مساعدته وبواسطته لتمكينه من العطاء بسعادة ليحصل على الرفاهية مقابل إنتاج حقيقى يحتاجه المجتمع.
الأهداف
1- إنشاء كيانات اقتصادية متكاملة بطريقة المشاركة والانسحاب التدريجى مهما كانت درجة الملاءمة المالية لطالب المشروع.. الاهتمام الأساسى للكيانات اقتصادية متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، في جميع مناحى النشاطات عن طريق دعم وتمويل كل من يتقدم راغبًا في امتلاك مشروع وإدارته.
بعد التأكد مبدئيًا بتمتع الفرد بالاستعداد الفطرى للإدارة، وبعد التأكد من ملاءمة الجدوى الاقتصادية للمشروع ومدى أولوية مساهمته الفاعلة لدعم المجتمع، وحتى يضمن قدراته على الإدارة والاستمرار سواء كان منفردا أو بمساعدة الكيان التمويلى عن طريق إمداده بالمعلومات الكافية لتساعده على اتخاذ القرار الصائب في الوقت الملائم وتقديم الاستشارات الإدارية والاقتصادية بمقابل رسوم شهرية.
يتم عمل المشروع بوجود طالب المشروع كموظف مدير تحت التدريب ثم مدير تحت رعاية ودعم مجموعة الإدارة للكيان المالى إلى أن يتم التأكد من صلاحيته للإدارة منفردًا لتبدأ عمل جدولة للانسحاب من المشاركة تبعًا لنسبة المشاركة المالية عند بداية المشروع وقدرة الاستقلال الإدارى التي يتمتع بها صاحب المشروع.
2- حتى يعى الفرد لقدراته الحقيقية ليسعى لتنميتها واكتشاف إمكانات محيطه الاقتصادى، ويسعى لطلب المساعدة المتاحة ليحصل على فرصته. لدينا طرح ثقافى إعلامي فاعل لتغيير ثقافة الأفراد مع مراعاة الخصوصية المحلية ليتحولوا من ثقافة الاستهلاك دون إنتاج إلى ثقافة الاستهلاك من أجل الإنتاج.
وهذا الكيان أيضًا هادف للربح وجزء من أرباحه سيتم بها دعم وتنمية المجتمع سواء للتشجيع أو تأسيس قواعد مادية وبشرية للدفع المجتمعى لتنمية قدرات الأفراد على التعاون المجتمعى من أجل التنمية الثقافية والعلمية والبيئية بجانب التنمية والتكامل الاقتصادى والتشجيع على القراءة الجادة وأيضًا تشجيع مواهب الكتابة لتكون جادة هادفة، واكتشاف مواهب الأفراد مبكرًا من الطفولة ويتم صقلها بالمهارات المناسبة والاهتمام والرعاية البدنية والصحية والنفسية والثقافية التي تؤهلهم ليواجهوا المنافسة القادمة على الريادة، هذا الكيان يحتاج توضيحا لكل من يعنيه الأمر.
3- الاهتمام بتحقيق طفرة اقتصادية عن طريق دعم ومساندة الاختراعات والابتكارات بإنشاء شركة ربحية للصناعات الاقتصادية جاهزة الطلب لتوفر وسائل لدعم بحوث وأفكار المخترعين التي تظهر بوادر اقتصادية لعمل دراسات الجدوى الاقتصادية وتنفيذ نماذج المخترعات وتسجيلها وعمل وتصنيع منتجاتها والقيام بصناعة الطلب. بذلك تكون هذه الشركة وسيلة ربحية لتمويل البحث العلمى ووسيلة لتنفيذ الأفكار لتحصل على السبق الاقتصادى. وهناك أيضًا بعض التفاصيل لكل من يهتم ويعنيه الأمر.
هذه نبذة عن برنامج متكامل لدعم الاقتصاد المستقر المتنامى صالح لكل المجتمعات ولا تؤثر الوسيلة التمويلية المطروحة بالشكل المطلوب دون تغيير المفاهيم والثقافات الحالية وستتم عبر سنوات قليلة لا تتعدى العقد من الزمان كما أعتقد وأطرح رؤيتى من هذا المنظور. لهذا الكيان (شركة التمويل المالى الإدارى المعلوماتى) مهام كثيرة تطول شرحها وتوصيفها ليتكامل مهامه وستغير من مفهوم وقواعد كثيرة باقتصاديات العالم. تعرض لمن يهتم ويعنيه الأمر.